يدخلني الجنة، فقال يا أم فلان إن
الجنة لا يدخلها عجوز فولت وهي تبكي فقال: أخبروها
انها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول: ﴿ إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ
إِنشَآءً ﴿ 35﴾ فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً ﴿ 36﴾ عُرُباً أَتْرَاباً
﴾ ) [ الواقعة 35 – 37 ] [رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني ] .
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال :
روى البخاري ومسلم في
صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه أنه قال : ( كان - صلى الله عليه وسلم - يمر بالصبيان
فيسلم عليهم
).
وكان - صلى الله عليه وسلم – ( يحمل أمامة بنت زينب – ابنة
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها
) [متفق عليه
]
وجاء الحسن والحسين – رضي الله عنهما - وهو يخطب فجعلا يمشيان
ويعثران فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين
يديه ثم قال: ( صدق الله ورسوله ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال:28 ] نظرت
إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ). [رواه النسائي
وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 1412 ]
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم -
مع الخدم:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( خدمت النبي – صلى الله
عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت
كذا ) [متفق عليه ].
و عن عائشة - رضي الله تعالى - عنها قالت: ( ما ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد
في سبيل الله ) [رواه مسلم ].
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة – رضي الله عنها - أنها قالت : يا
رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : ( لقد لقيت من قومك. وكان
أشد ما لقيت منهم يوم العقبة. إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال. فلم
يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت
رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال : إن الله
عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت
فيهم. قال : فناداني ملك الجبال وسلم علي، ثم قال : يا محمد! إن الله قد سمع قول
قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك
إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق
عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج
الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا )
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال : عندما قيل
له ادع على المشركين قال - صلى الله عليه وسلم-: (
إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة ) [ رواه مسلم ] .
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - في
التعامل مع المخطئين :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في
المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي
، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تزرموه، دعوه ) ، فتركوه حتى بال
، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء
من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن ) قال: فأمر
رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. [رواه مسلم ]
وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: إن
فتىً شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا
رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له:
( ادنه )، فدنا منه قريباً، قال: ( أتحبّه لأمّك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك،
قال: ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ) قال: ( أفتحبه لابنتك؟ ) قال: لا والله يا
رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم ) قال: ( أفتحبه
لأختك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم
). قال: ( أفتحبه لعمتك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس
جميعاً يحبونه لعماتهم ). قال: ( أفتحبه لخالتك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك.
قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم ) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر
ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه ) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [رواه الإمام
أحمد في مسنده وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند ].
هذا فيض من غيظ ونقطة من بحر وقليل من كثير من أخلاق البشير النذير السراج
المنير فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا ، وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة
والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا ، ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح ، ونضع
أخلاق النبي – صلى اللهىعليه وسلم نصب أعيننا ، لتظهر آثارها علينا ليلاً ونهارًا
، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد والهداية والفلاح
والنجاة وطيب العيش في الدنيا والآخرة