الحلم عضو فعال
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 14/06/2009
| موضوع: تكملة الحوار بين القلب والعين الثلاثاء أغسطس 18, 2009 11:52 am | |
| وقال أبو هريرة رضي الله عنه : القلب ملك والأعضاء جنوده فإذاطاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده . ولو أمعنت النظر لعلمت أنّ فسادرعيتك بفسادك وصلاحها ورشدها برشادك ، ولكنك هلكت و أهلكت رعيتك ، وحملت على العين الضعيفة خطيئتك ، وأصل بليتك أنه خلا منك حب الله وحب ذكره وكلامه وأسمائهوصفاته و أقبلت على غيره وأعرضت عنه ، وتعوضت بحب من سواه والرغبة فيه عنه . هذا وقد سمعت ما قص عليك من إنكاره سبحانه على بني إسرائيل استبدالهم طعاما بطعام أدنى منه ، فذمهم على ذلك ونعاه عليهم ، وقال : ** أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } فكيف بمن استبدل بمحبة خالقه وفاطره ووليه ومالك أمره ، الذي لا صلاح له ولا فلاح ، ولا نعيم ولا سرور ، وفرحة ونجاةإلا بأن يوحده في الحب ويكون أحب إليه ممن سواه فانظر بالله بمن استبدلت ،وبمحبة من تعوضت . رضيت لنفسك بالحبس في الحش وقلوب محبيه تجول حول العرش . فلو أقبلت عليه وأعرضت عمن سواه لرأيت العجائب ولأمنت من المتآلف والمعاتب ،أو ما علمت أنه خص بالفوز والنعيم من أتاه بقلب سليم . أي سليم ممن سواه ، ليس فيه غير حبه واتباع رضاه . قالت : وبين ذنبي وذنبك عند الناس كما بين عماي وعماك في القياس . وقد قال من بيده أزمة الأمور : ** فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } الحج : 46 . ..فلما سمعت الكبد تحاورهما الكلام وتناولهما الخصام قالت : أنتما على هلاكي تساعدتما وعلى قتلي تعاونتما.
ثم قالت : أنا أتولى الحكم بينكما ، أنتما في البلية شريكا عنان كما أنكما في اللذة والمسرة فرسا رهان، فالعين تلتذ والقلب يتمنى ويشتهي وإن لم تدرككما عناية مقلب القلوب والأبصار وإلا فما لك من قرة ولا للقلب من قرار وجزاكم الله خيرا | |
|